العصر الكامبري، هو الأول في العصور الستة من حقبة الحياة القديمة، استمر لمدة 51.95 مليون سنة تقريبا. تعد أقسامه وقاعدته الزمنية متغيرة، وأسس هذا العصر العالم الجيولوجي آدم سيدجويك، الذي سماها هذا الاسم بسبب العثور على حفريات في منطقة كمبريا.
الكمبري مميز بالرواسب الأحفورية الكثيفة الغير عادية. وتلك الأماكن محفوظة بشكل طبيعي، حيث قامت بحفظ أجزاء كائنات حية صغيرة وأيضًا أصدافها الصلبة. وهذا معناه أن علمنا لبيولوجيا عصر الكمبري أكثر من بعض العصور التي تليه.
يتميز الكمبري بالتغير العميق في الحياة على الأرض، حيث أنه قبل هذا العصر كانت كل الكائنات الحية صغيرة، ووحيدة الخلية وبسيطة. كشارنية الاستثنائية لعصر ما قبل الكمبري. صارت الكائنات متعددة الخلايا معقدة تدريجيا وأكثر انتشارا اثناء ملايين السنين التي قبل الكمبري مباشرة، ولكنها حتى هذا العصر لم تتحجر وتصير شائعة. يطلق علي التنوع السريع لأشكال الحياة في الكمبري باسم الانفجار الكمبري، الذي صدرت عنه أول أشكال الشعب الحديثة المتعددة، ودعم تحليل النشوء و تطور الرؤية التي حدثت في التشعع في الكمبري، تطورت الحيوانات بشكل أحادي من سلف واحد مشترك: الطلائعيات السوطية المستعمرة مثل السوطيات الطوقية.
كانت درجة الحرارة أثناء الكمبري دافئة بمتوسط يصل ل21 درجة مئوية، ونسبة الأكسجين في الجو تصل ل12.5%، ايضا وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو ل 4500 جزء في المليون وهذا أكبر بستة عشر مرة من تركيزه في وقتنا الحالي الحديث قبل الثورة الصناعية.
طبقات الكامبري
بالرغم من التعريف الطويل لتميزه بين صخور الأوردوفيشي الأحدث وصخور ما قبل الكمبري القديمة، إلا أنه لم يصدق على نظام أو عصر الكمبري دوليا حتى سنة 1994. تعرفت قاعدة الكمبري على قمة مجاميع معقدة لآثار أحفورية يطلق عليها اسم تجمع جحور تريبتكنوس. لهذا فإن استخدام جحور تريبتكنوس كمرجع تتبع للحد الأسفل من الكمبري صعب بسبب وجود آثار حفرية شبيهة ترجع لمجموعة تريبتكنايدس تحت جحور تريبتكنوس في ناميبيا، وإسبانيا، ويرجح أيضًا في غرب الولايات المتحدة الأمريكية. تتداخل النطاقات الطبقية لـجحور تريبتكنوس ضمن نطاقات أحافير العصر الإدياكاري في ناميبيا، ومحتمل في إسبانيا.
جغرافيا الكامبري القديمة
تجدد الصفائح القارية يقصد به وجود قارة عظمى تسمي بانوتيا، و تفككت في بداية هذا العصر إلى أمريكا الشمالية، و بلطيقيا، وسيبيريا عن القارة العظمى الرئيسية غندوانا مشكلة يابسة معزولة. كانت معظم أراضي القارة مجتمعة في نصف الكرة الجنوبي، لكنها انجرفت ناحية الشمال. لكن يبدو أن الحركة الدورانية الكبيرة السريعة لغندوانا حدثت خلال فترة الكمبري المبكر.
كان مستوى سطح البحر مرتفع بسبب ذوبان جليد البحر، مما تسبب في غمر مساحات كبيرة من القارات بالبحار الضحلة الدافئة الملائمة للحياة البحرية. وأوضح تقلب مستويات سطح البحار إلى أنه يوجد عصور جليدية أرتبطت مع تذبذب التمدد و تقلص الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي.
المناخ الكامبري
خلال الكمبري المبكر كانت الأرض أكثر برودة بشكل عام، و يعود السبب إلى أن قارة غندوانا القديمة كانت تقوم بتغطية القطب الجنوبي وتقطع تيارات المحيط القطبي. ومع هذا، فإن متوسط درجات الحرارة كان أكبر من اليوم بسبع درجات مئوية. احتمال أنه لا تزال القمم الجليدية القطبية وسلسلة التجلد في مرحلة التعافي من الكرة الأرضية الثلجية المبكرة. وصار الجو دافئ في نهاية العصر، وانحسرت كتل الجليد واختفت في نهاية الكمبري، وزادت مستويات البحار بشكل كبير. واستمرت بهذا الشكل حتى العصر الأوردوفيشي.
النباتات الكامبري
علي الرغم من وجود تنوع في النباتات البحرية المجهرية، إلا انه لم يوجد في الكمبري أحافير مشهورة لنباتات أرضية. ومع هذا، تطورت الأغشية الحيوية والحصائر الميكروبية بشكل كبير في شواطئ ومسطحات المد والجزر قبل 500 مليون سنة، وايضا كانت المجموعات المختلفة من الطفيليات، والفطريات والميكروبات قد قامت بتشكيل نظم بيئية ميكروبية أرضية، مقارنة مع القشرة التربية الحديثة في المناطق الصحراوية، التي ساعدت في تكوين التربة.
التنوع الحيوي لما بعد الإدياكاري
بعد العصر الإدياكاري الذي يعد آخر عصر لما قبل الكمبري، كان يوجد تنوع سريع جدا للحيوانات البحرية أصحاب الهياكل العظمية الصلبة، ومنها الآتي:
** القدحيات القديمة : وهي أشكال مخروطية لها جدران مزدوجة ملتصقة بالركيزة. تم تضمينها مع الإسفنجيات وكانت جزء من الشعاب المرجانية العضوية المكون الأساسي لهيكل الستروماتوليت والطحالب الجيرية. وقد انقرضت في اول الكمبري الأوسط.
** عضديات الأرجل : كانت في أوائل الغير متمفصلات، وصارت في الكمبري الأوسط متمفصلة.
** مخروطيات الأسنان ** : كائنات ليس لها فكية منقرضة تنتمي للحبليات.
** شوكيات الجلد ** : متمثلة في مجموعة متعددة من الطوائف، لكنها مختلفة عن التي في وقتنا الحالي.
** رخويات ** : ومنها (آكلات الحتات، والعشبية والمفترسة)، نادرة جدا ولكنها حجمها صغير ومختلف عن الموجودة الحالية، لهذا الرخويات المتطورة غير واضحة أو أنها غير موجودة. وهي تعد أسلاف الطوائف الحالية.
** صدفيات ** : وهي مجموعة من المفصليات ثنائية الصدفة، تعيش حتى الان.
** ثلاثية الفصوص ** : لها تشعب تكيفي عظيم. أكثر فصائلها في الحياة القديمة ظهرت في الكمبري.