تيتان: القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي يمتلك غلافًا جويًا كثيفًا
يُعد تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي يمتلك غلافًا جويًا كثيفًا يشبه في بعض خصائصه الغلاف الجوي للأرض. هذا يجعله أحد أكثر الأجرام السماوية إثارةً لاهتمام العلماء، حيث يُعتقد أنه قد يحمل أدلة حول نشأة الكواكب وإمكانية وجود حياة خارج الأرض.
مكونات الغلاف الجوي لتيتان
يتكون الغلاف الجوي لتيتان بشكل أساسي من:
- النيتروجين (حوالي 95%)، مما يجعله يشبه الغلاف الجوي للأرض من حيث المكون الأساسي.
- الميثان (حوالي 5%)، وهو مسؤول عن تكوين السحب والضباب البرتقالي الكثيف الذي يغطي القمر.
- الهيدروكربونات الأخرى، مثل الإيثان والبروبان، والتي تساهم في تكوين بحيرات وسحب على سطحه.
الطقس على تيتان
يتمتع تيتان بطقس نشط يشمل هطول أمطار من الميثان السائل، مما يؤدي إلى تكوين أنهار وبحيرات، تشبه إلى حد ما دورة المياه على الأرض، ولكن بدلاً من الماء، فإن السوائل تتكون من الهيدروكربونات. كما أن الضغط الجوي على سطحه أعلى بنسبة 50% من الضغط الجوي للأرض، مما يعني أن الإنسان، من الناحية النظرية، يمكنه السير عليه دون الحاجة إلى بدلة ضغط، لكنه سيحتاج إلى إمدادات أكسجين بسبب انعدام الأكسجين.
هل يمكن أن يكون تيتان صالحًا للحياة؟
رغم أن الظروف على تيتان قاسية، حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي -179 درجة مئوية، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنه قد يحتوي على أشكال بديلة للحياة، تعتمد على الميثان بدلًا من الماء. كما أن هناك احتمالًا لوجود محيط من الماء السائل تحت سطحه الجليدي، مما يفتح الباب أمام فرضيات عن إمكانية وجود حياة ميكروبية.
رحلات استكشاف تيتان
- كانت مهمة كاسيني-هويغنز التابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية من أهم البعثات التي درست تيتان عن قرب، حيث هبط المسبار "هويغنز" على سطحه عام 2005، والتقط صورًا مذهلة.
- تخطط ناسا لإرسال المسبار دراغون فلاي (Dragonfly) في عام 2028، وهو عبارة عن طائرة مسيرة مصممة لاستكشاف تيتان عن قرب، ودراسة مكوناته الكيميائية.